بسم الله الرحمن الرحيم
إن إحدى المشاكل التي تعاني منها الحوزات الشيعية في يومنا الحاضر هي قلة التحقيق والعمل على الأبعاد المختلفة لشخصية المعصومين عليهم السلام وبالخصوص فيما يتعلق بالجوانب السياسية والاجتماعية لاولئك العظماء
قام سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي(مدظله) وفي بداية درسه لخارج الفقه اليوم السبت (8 ربيع الثاني 1438هـ) بالتبريك بمناسبة الذكرى العطرة لولادة الامام الحسن العسكري سلام الله عليه واشار سماحته إلى ما تعاني منه الحوزات العلمية في مجال التحقيق والبحث في سيرة الأئمة المعصومين عليهم السلام وشدد على لزوم التحقيق العلمي والبحث الدقي في الابعاد المختلفة وخصوصاً الجانب العملي لحياة الائمة عليهم السلام ودمجها في المباحث الحوزوية.
ومن خلال اشارته إلى الآية الكريمة (ولكم في رسول الله اسوة حسنة) اكد سماحته على ضرورة الاستفادة الكاملة من حياة الائمة المعصومين وسيرتهم وما لحجية هذه السيرة على جميع البشر وفي جميع الاعصار من آثار، وقد نهى سماحته عن تفسير عصمة الائمة وعلمهم للغيب بشكل يكون مانعاً للاستفادة من سيرتهم والنهل من معينهم الصافي والاهتداء بهديهم النيّر فهم الانوار الالهية التي تهتدي بها البشرية في الحياة.
وفي معرض بيانه لسيرة كل معصوم من المعصومين في المجالات المختلفة قال سماحة استاذ الحوزة العلمية البارز: إن من أهم الجوانب التي يجب علينا الاستفادة منها والاهتداء بهديها هي السيرة الجهادية والاجتماعية والسياسية للمعصومين عليهم السلام، واضاف سماحته محفزاً الطلبة: إن رجال الدين اليوم يعتبرون الجنود الاوفياء للمولى صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وهم من يرفعون راية الاسلام والثورة عالياً وذلك من خلال التأسي التام والكامل بالسيرة الالهية للأئمة المعصومين عليهم السلام.
وفي معرض اشارته لمسألة أن جميع الائمة المعصومين عليهم السلام وفي خلال سيرتهم الجهادية قد قاموا بوجه الكفر والالحاد، اكد سماحته في مقطع آخر من كلامه على ضرورة الالتفات إلى الاسلوب والكيفية التي واجه بها كل معصوم القوى الالحادية في زمانه والطريقة التي تعامل بها معها، واستفادة المجتمع العلمي والحوزوي من هديهم في مواجهة قوى الكفر والاستكبار في يومنا الحاضر.
واعتبر سماحته بأن سيرة كل واحد من المعصومين تعتبر جزءاً من المنظومة الكلية والعملية والسياسية والاجتماعية لجميع المعصومين عليهم السلام لانهم جميعاً يسعون للوصول إلى هدف واحد، ولا تتحقق المعرفة بهذه السيرة إلى عن طريق التعرف على السيرة الفردية والجمعية للمعصومين من خلال التجزئة والتحليل العلمي والتاريخي لهؤلاء العظماء. وعلى هذا الاساس فقد اعتبر سماحته بأن فلسفة تاريخ أهل البيت عليهم السلام تعتبر علماً مستقلاً يجب احياءه واثراءه. واعتبر سماحته بأن الشهيد محمد باقر الصدر يعتبر من رواد احياء النظرة التحليلية لتاريخ أهل البيت عليهم السلام حيث قام قدس سره بتقسيم تاريخ الائمة عليهم السلام إلى ادوار مختلفة وقام ببيان الخصائص الاستراتيجية للسيرة الاجتماعية لكل واحد من الأئمة في المنظومة العملية والسيرة الجمعية لهم واستطاع أن يفسر ذلك بشكل صحيح وكامل بشكل يظهر بأن سيرة كل واحد من المعصومين هي تكميل وتتميم لتلك المنظومة السلوكية الجمعية.
وفي ختام بياناته اعرب سماحته عن أمله بأن تقوم الحوزات العلمية وافاضلها وطلبتها الكرام بتفعيل هذا النوع من البحوث المهمة بأسرع وقت ممكن وأن يتوجهوا لها ولاحيائها وأن يبذلوا جهودهم في هذا المجال.