ندد سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي(مدظله) في مستهل كلامه خلال افتتاحة للجلسة الصباحیة لمجمع تشخيص مصلحة النظام ليوم السبت 11/12/2017 بما قام به الرئيس الامريكي الاهوج الجاهل من تصريحات حمقاء ضد القدس الشريف قائلا:
إن أمريكا في تصرفاتها اكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم، وعلى الشعوب الاسلامية في الوقت الحاضر أن تستيقظ من سباتها وأن تعي ما يدور حولها.
وقال سماحته: إن القدس الشريف يعتبر واحداً من الأمكنة المقدسة في العالم الاسلامي والتي لها مكانة وقدسية خاصة لدى المسلمين، وأولى القبلتين للمسلمين وللقدس بعد المسجد الحرام قدسية ومكانة مذكورة في القرآن الكريم، حيث عبر في بداية سورة الاسراء عن المسجد الأقصى بأنه مسجد مبارك.
إن الحركة الخبيثة التي قام بها ترامب تعتبر بمثابة المواجهة الصريحة مع المعتقدات الاسلامية والتي حركت العالم الاسلامي واثارت احاسيس ومخاوف المسلمين وغير المسلمين في العالم اجمع.
ومن خلال تنويهه إلى الماهية الصهيونية لما قام به ترامب أخيراً اضاف سماحته: إن هذه الحركة كشفت لنا بشكل واضح وجلي بأن ترامب يسعى إلى الحماية المطلقة للصهيونية العالمية ويحاول أن يبسط يد اسرائيل ويفرض هيمنتها في المنطقة ويجعلها مقبولة ومعترف بها وهذا في حد ذاته موضوع مهم يجب عدم تجاوزه والمرور من جانبه مرور الكرام.
وفي خلال اشارته إلى الحماية المطلقة التي تقوم بها امريكا لاسرائيل وأن ما ورد في القرآن الكريم من التعبير (أشد عداوة) هو في حق الصهاينة، قال سماحته: اليوم وفي وقتنا الراهن على الشعوب الاسلامية أن تصحو وتنتبه لما يجري حولها.
واشار سماحته إلى ضرورة الاستفادة من الفرص التي اتيحت من خلال التصرف الاهوج للرئيس الامريكي من اجل ايجاد الصحوة بين الشعوب الاسلامية واثبات حقانية الجمهورية الاسلامية وقال: إن تاكيد الامام الراحل وقائد الثورة الاسلامية منذ بداية الثورة وحتى اليوم على بيان الماهية العدائية لأمريكا سببه العداء الحقيقي لهذا النظام مع اصل الاسلام وليست المسألة مسألة خلاف مع الشيعة. إن إغلب التكاليف والتبعات التي تحملتها الجمهورية الاسلامية خلال العقود الأربع الماضية ما هي إلا ضريبة الصمود والثبات في مواجهة النظام الغاصب الذي احتل الاراضي الاسلامية لأهل السنة. وهذه الحقائق تظهر لنا بوضوح أن الامام الراح(ره) وقائد الثورة الاسلامية كانوا ومازالوا يسعون إلى المحافظة على أصل الاسلام ومواجهة أعداء المسلمين، والان سنحت الفرصة حتى تتبين مواقف الجمهورية الاسلامية وموضعها في الثبات والدفاع عن الاسلام وعن فلسطين، والمسجد الأقصى ومواجهة الشيطان الأكبر الذي له عداء وخصام مع أصل الاسلام، ويجب أن تنتقل هذه الخصومة والمواجهة إلى أفكار المسلمين في عموم العالم أجمع.
واعتبر سماحة آية الله العظمى السيد الهاشمي(مدظله) بأن إعادة طرح وبيان مواقف الجمهورية الاسلامية فيما يتعلق بمسألة فلسطين من الامور الضرورية التي تقع على عاتق الاذاعة والتلفزيون، وأضاف سماحته: علينا اليوم ان نستذكر البيانات القيّمة والمهمة للإمام الراحل وسماحة قائد الثورة الاسلامية الذين قالوا: (امريكا الشيطان الأكبر)، حتى تنكشف ماهيتها وحقيقتها للعالم أجمع وللشعوب المسلمة أكثر فأكثر.
وأشار سماحته إلى أن فعل ترامب لم يلاق أي تأييد بل تم رفضه من قبل أغلب دول العالم وقام العديد منهم باصدار بيانات استنكار وانزجار حول هذا الموضوع. واضاف سماحته: إن امريكا وعلى الرغم من ردود الأفعال الشعبية والدولية العالمية ولكنها تسعى لأن تقوم بنقل سفارتها إلى القدس واعتبارها عاصمة لاسرائيل وتريد أن تعتبر هذا الامر مفروغاً منه وامراً واقعاً، وهذا التصرف يعكس مقدار نفوذ وسيطرة الصهيونية العالمية في امريكا ويبين أن امريكا صهيونية اكثر من الصهاينة أنفسهم.
وقال استاذ دروس البحث الخارج في الحوزة العلمية خلال بيانه لمسألة حقانية شعارات ومواقف الجمهورية الاسلامية في المنطقة والعالم والتي تزداد وتتوسع وتتضح يوماً بعد يوم، قال: إن التصرف الأخير لأمريكا يعتبر اهانة كبيرة لمقدسات الاسلام ومصيبة للمسلمين الذين يجب عليهم أن يتولو ادارة مقدساتهم ومساجدهم لذا فإن هذا التصرف ليس مقبولاً عندهم، ولكن وفي نفس الوقت فإن هذا التصرف اصبح سببا لانطلاق انتفاضة جديدة في المنطقة وسوف تكون النتيجة لصالح المسلمين في نهاية المطاف.
وفي خلال اشارته لسقوط واندحار الفتنة التي كانت على وشك الوقوع على ايدي امريكا وآل سعود في اليمن قال سماحته: لقد ابعد الله سبحانه وتعالى شر الفتنة عن شعب اليمن وانصار الله ودحض الفتن والمؤامرات التي كانت معدة لليمن وأفشلها.
وأضاف سماحته مشيراً إلى السعي الحثيث والخفي لامريكا من أجل التغلغل والنفوذ إلى داخل العراق مرة اخرى من أجل تنفيذ مخططاتها الدنيئة في هذا البلد: إن أمريكا تسعى للتغلغل بشكل خفي من خلال تحركاتها المشبوهة في العراق ومن خلال تواجدها في المناطق المتنازع عليها وهذا امر يجب التنبه إليه وعدم المرور من جواره مرور الكرام.
وفي ختام كلام سماحته: دعى الله سبحانه وتعالى أن يبطل الفتن والمؤامرات الامريكية في المنطقة كما ابطل فتنها الماضية والتي تحققت على أيدي أبطال محور المقاومة، وأن يدفع شرورها عن المنطقة.